الأحد، 25 أبريل 2010

لن أسامح


لن أسامح




رسَمتَ لنفسك وجها جميلا


نقي العيون برئ الملامح



وجئتَ لأرضي نبياً تقياً



تطوف ببيتي لعلي أسامح



قتلتَ بصدرك قلباً عصياً



وجئت َ بتوبة قلب صالح



تمد بكفٍ عليها دمائي



وتطلب كفي بسلمٍ يصافح



تعقل قليلاً فهذا فراتي



بغدرك صار أجاجٌ مالح



تعقل فقلبي أراه أمامي



يجر ذيول الخيبة نازح



تعقل ودعني لحزني فإني



حلفت بربي ألا أسامح




لبنى شمس الدين

الاثنين، 8 يونيو 2009

قسم


قََََََََََََسم


أحمد ربي كثيرا ً عليك


فأنت َلديّ جميع النعم


ولولا إلهي لجئت ُ إليك


لأسجد عمري أمام القدم


فأنت َ سبيلي لأبيات شعري


وأنت َ مدادي لهذا القلم


وإني زرعتك يوما ً برأسي


لتخفق فوق جبيني علم


وإني وهبتك قلبي وعقلي


وسامحت فيك َ زمانا ً ظلم


فعدني بألا تفارق حياتي


فإني أخاف بحار الألم


أسائل قلبي تراني أحبك


نبض ٌ قوي ٌ أجبني نعم


وقالت عيوني كلاما ً كثيرا ً


برغم اعتقال لساني بفم


وحين طلبت مدادي ليكتب


ألف ٌ وحاء ٌ وباء ٌ رسم


فأقسمت ُ أني لحبك أحيا


ألا يكفيك بربي قسم ؟


لبنى شمس الدين

الأربعاء، 8 أبريل 2009

كيف أنسى ؟



كيف أنسى ؟
ألف عام ٍ عشت ُ أبحر
دون وعي ٍ في بكائي

ماعرفتُ خلاف أرضكَ

أي مرسى لاحتوائي

كان كل الكون عندي

حين تأتي

حين ترحل

كان موتي وانتهائي

قلتَ أنكَ سوف تكتبُ لي كثيرا ً

لم يصلني غير يأسي واستيائي

لم يصلني غير شكي فيكَ ينمو

من تراها فيكَ تشربُ من دمائي؟!

ثم أمحو الشك عني

أنتَ مني

أنتَ أكبر من ظنوني وافترائي

عد إليّ

عد فإني لا أريد الحب بعدكَ

كان حبكَ لي سموّي وارتقائي

عد فإني قد دعوتُ الله سرا ً

ثم جهرا ً

قد طرقت ُ الباب عند الأولياء ِ

كم أحبك َ حين تأتي

كي تلف الضوء حولي

حين تسكب ُ ألف نار ٍ في دمائي

كم أحبك َ... رغم أني

قد هجرت ُ الحب دهرا ً

قد علمت ُ بأن فيه

يكون ضعفي وانحنائي

في بعادِكَ صرت ُ أسأل

كيف أحيا دون نبض ٍ ؟!

قد وهبت ُ إليك َ قلبي

منذ نشئي وابتدائي

هل صحيح ٌ أن طول البعد يُنسي ؟

كيف أنسى من لديه عرفتُ أصلي وانتمائي

كيف أنسى من أراه أمام عيني كل وقت ٍ

ثم حين أديرُ وجهي

أراهُ دوما ً من ورائي

كيف أنسى ؟

هل رحيلك َ سوف يُنسي ؟

لا وربي

أنتَ دوما ً في دمائي

لبنى شمس الدين

بداية



بداية

ياوجعي ... يا أحلى عذاب

ياعشقا ً يحتل وريدي


في كل دمائي ينساب

أمهلني كي أجمع نفسي

وألملم بعضا ً من ذاتي

وأرتب في الحب حياتي

وأفتح باقي الأبواب

أمهلني كي تسكن رئتي

كي يهدأ نبضي ودواري

كي أجمع أشتات وقاري

كي أقنع قلبا ً قد تاب

يا أهلي ... يا كل بلادي

قد جئتُكَ ... لبيك أنادي

وجعلتكَ قِبلة أحلامي

وأخذتكَ وطنا ً ومآب

يا شارةُ بدء ٍ لحياتي

يا فرحا ً بدّل مأساتي

ابقى ... فرحيلك يدميني

يا جسدا ً غاب وما غاب

بالأمس رأيتُكَ في بيتي

في كل تفاصيل حياتي

في صحوي وعميق سباتي

خبأتُكَ بين الأهداب

واليوم أراكَ بتكويني

تحتل جميع شراييني

تتجول في كل كياني

وتروح ذهابا ً وإياب

أهواكَ وعشقي يهزمني

إن قلتُ سأنسى يمنعني

لاتسمع من قلبي يوماً

إن قال سلوتُكَ ... كذاب

أهواكَ وقدري عاندني

لو كل العالم عارضني

سأحارب من أجل هوانا

وسنبقى دوماً أحباب

يا رجلا ً عندي بالدنيا

يا وطني ... يا كل زماني

يا عشقا ً جاء وأحياني

يا نارا ً تحرق كشهاب

صدقني لم أهوى قبلك

وبربي لن أهوى بعدك

فجميع الدنيا لا تقوى

أن تفتح في قلبي باب

واعذرني إن كان كلامي

لا يعطي وصفا ً لغرامي

فحروف الدنيا لا تكفي

أن أكتب في الحب خطاب

باركتُكَ وجعلتك ديني

ونقشتك تاجا ً بجبيني

وجعلتك في الحب نبيّ

فاجعلني في الحب كتاب

يا نغما ً يحيا بدمائي

ويجول بأرضي وسمائي

ويؤرق بالليل عيوني

ويداعب وتر الأعصاب

عمرا ً أنتظركَ تأتيني

قد ضاعت في الصبر سنيني

ما أجمل حبكَ أن يأتي

في عمري من بعد غياب


لبنى شمس الدين

إلى جدي



إلى جدي

عدت ُ يوما ً
كي أعانقُ فيك َ نفسي
عدت ُ أحمل بعض همي
كل إعيائي ويأسي
عدت ُ أركض نحو صدر ٍ
جئت أ ُلقي فيه رأسي
كان شئ ٌ في عيونكَ يحتويني
كنتُ أغسل فيك َ همي
كنتُ أتلو فيك َ ديني
كيف أحيا الآن بعدك ؟!َ
كيف أهرب من حنيني؟!
في غيابك َ طال صمتي
صار عمري ألف عام
كنت َ تقرأ أنتَ صمتي
كان في صمتي كلام
رغم ضعفي ... ماعرفتُ النوم بعدك َ
صار جفني لا ينام
كل يوم ٍ حين يأتيني المؤذن
كي ينادي للصلاة
كنت ُ أشعر أن روحك َ
في زوايا البيت تنبض بالحياة
قد رأيت ُ الآن طيفكَ
ساجدا ً يدعو الإله
في رحيلِكَ مات شِعري
صُمْتُ دهرا ً عن حروفي
كنتَ أنتَ تقودُ جيشي
دَبَّ ضعفي في صفوفي
قد أقام الحزن عندي
صار ضيفا ًمن ضيوفي
يا حبيبي كيف ترحل
تاركا ً دمعي حزين
كيف تترك لي جراحا ً
لا تداويها السنين
كيف تبخل عن لقائي
أنتَ يا جدي كريم
يا حبيبي إن كل الكون يبكي
كيف يعصيني البكاء
إن عيني لا تصدق
أن هذا الموت جاء
إن كفي لا يصافح
كيف يقبل بالعزاء
أنتَ تحيا في ضلوعي
نبضُ قلبٍ لا يغيب
أنتَ في عيني شعاع ٌ
ليس يعرف ما المغيب
مهما طال البعد يكفي
أنتَ في قلبي قريب

لبنى شمس الدين

وجهان



وجهان

زلزال ٌ أنت َ تدمرني
إعصار ٌ يسكن شرياني
أحيانا ً تصنع مئذنتي
أحيانا ً تلعن إيماني
احترت ُ بشخصك َ أرقني
أن أعشق فيك َالوجهان ِ
وجه ٌ كالطفل يعانقني
متبسم حلو العينان ِ
والآخر وجه ٌ أنكرني
ألقاني خلف القضبان ِ
وأنا في عشقي عاجزة ٌ
أن أخمد يوما ً بركاني
الضعف الأحمق قيدني
كم أكره ضعف الإنسان ِ
بالأمس رأيتك َمسبحتي
وصلاتي وطهري وأذاني
واليوم أراك َ بمذبحتي
تتمشى فوق الجثمان ِ
أيقنت ُ بأنك َ إبليس ٌ
يتخفي بثوب الرهبان ِ
هل يمكن أن أقبل يوما ً
في الحب تناقض وجهان َ

لبنى شمس الدين

خروف وذئب وأسد



خروف وذئب وأسد

نم يا طفلي

فغدا ً نكْمِلُ باقي القصة

لا يا أمي

إن عيوني عندي يقظة

حسنا ً اجلس

وأترك رأسكَ بين ذراعي

واسمع مني

أكل الذئب خروف الراعي

ثم تسلل نحو المنزل

قال الموت الحل الأمثل

قتل الراعي

قال سأبني وطنا ً أعظم

يأوي كل ذئاب الغابة

صَمَتَ طويلا ً ... أخذ يفكر

كان الذئب يعيد حسابه

قال سنبني حول المنزل

ألف جدار ٍ كي يحمينا

ثم سنصنع عقد سلام ٍ

باسم الغدر الساكن فينا

كيف سنخشى خراف الوادي

مَلِكُ الغابة في أيدينا

إن نطلب زادا ً يطعمنا

إن نطلب سيفا ً يعطينا

صَمَتَ الذئب وجاء غضنفر

كان بأعلى صوتٍ يزأر

توج فوق الغابة ربا ً

ظنا ً أن الله سيغفر

قال بأن قانون الغاب

أن نحيا دوما ً كذئاب

ضعفاء الغابة نقتلهم

أيكون القتل بإرهاب ؟!!

بالعيد خروف نشنقه

ونعلق باقي الأذناب

وخراف الوادي شتتهم

أطماع ٌ في الجوف دفينة

افترقوا لم يبقى منهم

أوطان ٌ أو شبه مدينة

قد ناموا في الذل سنينا ً

قد وجدوا في الذل سكينة

ها يا طفلي يكفي الآن

هيا تحت الدفء ننام

لا يا أمي هيا قولي

كي تروي شغفي وفضولي

كيف أنام وذئب يسكن

في وطني يرتع بحقولي

أتراها القصة لا زالت

تنتظر ختاما ً بفصولي

القصة يا طفلي دوما ً

يختمها صوت الثوار

إن يحيا الظلم لأعوام ٍ

سيجئ بيوم ٍ ينهار

إن طال الليل فآخره

إشراق ٌ وطلوع نهار

لبنى شمس الدين

كل ما أملكه ... دموع




كل ما أملكه ... دموع

يا عين ُ ابكي فالدموع تريح

هل ينفع القلب بعد الكفر تسبيح ؟!!

هل يحصد الحب في أرض ٍ زراعتها

هموم النفس إيلام ٌ وتجريح ؟!!

هل يعرف الحب من عاش في زمن ٍ

يرفع الأصنام يغتال المسيح ؟!!

لا يعرف الحب من ماتت جوانحه

فالحب حِس ٌ ... إخفاء ٌ ... وتلميح

القلب يعرج ... أيدي الصبر تسنده

ما زال يركض في السباق كسيح

القلب يسجد ... سوط الغدر يجلده

ما عاد ينبض بالحياة جريح

النفس ترنو بعين الحزن نظرتها

الحب قبر ٌ والقلوب ضريح

يا نفس يكفي ... إن الحزن أرقنا

ما عاد يرجع بالبكاء ذبيح

كيف النجاة وبحر الغدر يحملنا

ما بين موت ٍ وليل ٍ وإعصار ٍ يصيح

العين تبكي ونزف القلب يسبقها

لكن دمعي صار نزفا ً لا يريح

لبنى شمس الدين

أسراب الحمام



أسراب الحمام

سافرت ُ يوما ً في سمائكَ

مثلما سرب الحمام

قد بعت ُ كل العاشقين

وبعت ُ غدرا ً قصتي

واخترتُ دربك َ

كي أسير إلى الأمام

أحرقت ُ كل قصائدي

وسكبت ُ حبري علني

أنسى الكتابة كلها

وأعود أرتجل الغرام

قد كان أول مطلبي

هو أن أراكَ بموطني

حبا ً يثور على النظام

هو أن أراكَ الشمس تعلو

كلما لاح الظلام

هو أن تكون بجانبي

إن باعت الدنيا

ستبقى في صفوفي كالإمام

من ذا يصدق أنني

آمنت ُ فيك َ توحدي

آمنت ُ أنك َ في جراحي كالتئام

من ذا يصدق أنني

يوما ً زرعتك َ في دمي

أنبت َ حقدا ً وامتهان

من ذا يصدق أنهم

صلبوا المشاعر في بلادك

علقوها ... أحرقوها ... رقعوها بالسهام

قد مر عام ٌ سيدي

وهواك يرحل في دمي

فوق أهدابي ينام

ما كنت ُ أضجر عندما

تلقي بحبي جانبا ً

تنساه سهوا ً في الزحام

قد كنت ُ أوقن أنني

يوما ً سأقتل هامشي

وأعود أمتلك الزمام

أخطأت ُ ظني ليتني

أبقيت ُ نبضي صامتا ً

ونزعت ُ من صدري الغرام

قد مر عام ٌ سيدي

ما زلت َ تجهل أنني

فيك َ ارتحلت ُ لموطني

ونسيت ُ إيلام الزمان

فيك َ اختلقت ُ حكايتي

وبدأت ُ أكتب ُ قصتي

وعرفت ُ أن بدايتي

كانت سطورا ً للختام

يا من صنعتك َ من دمي

وأدرت ُ حولك َ أنجمي

قد تاه قلبي جاهلا ً

أن الطريق قد استقام

وأتاك نبضا ً عاشقا ً

حبا ً سعيدا ً مورقا ً

يسأل الأحلام بيتا ً

أو سريرا ً كي ينام

ورآك َ سيلا ً عاتيا ً

موجا ً يحلق عاليا ً

دمر الأحلام عندي

باع نبضي واستكان

سافرت يوما ً في سمائك َ

مثلما سرب الحمام

قد كنت ُ أجهل أن قلبك

كان يقتل أي سرب ٍ للحمام


لبنى شمس الدين

لا تقاوم




لا تقاوم

بع ما تبقى من ضميرك َ

فالكل قد باع الضمائر

ارمي صراطك وانحني

فالدنيا صارت دوائر

رد بابك دون خزي ٍ

إن أتاك الحق زائر


دع بقايا الطهر ترحل

نحن في زمن الكبائر

لا تعاتب بطش زمن ٍ

صار فيه الحكم جائر

سوف تحيا ألف عام ٍ

إن بقيت العمر خائر

عش ضعيفا ً لا تقاوم

مات يوما ً صوت ثائر

سر بدرب القهر تلقى

أن فيه الكل سائر

لا تحاول وقف نزفك َ

إن هذا الجرح غائر

لبنى شمس الدين

الحرف بيتي والأشعار عنواني



الحرف بيتي والأشعار عنواني


تساءل القلب في حزن ٍ وأبكاني

هل مات حبري واستشهدت أقلامي؟!

الحاء ُ تأبى أن تعانق صفحتي

والباء ُ نسِيّتْ ... كيف الباء ُ تنساني ؟!

الحب عندي كان شمس مدينتي

قد مات حبي وباع الفجر أوطاني

الشعر بحري والحروف مراكبي

أهديت ُ يوما ً بحر الشعر أوزاني

الناس تأبى أي شعر ٍ جامح ٍ

في الحب يغدو بلا استئذان ِ

جعلوه ُ كفرا ً ... وافتروا في لعنتي

أشهرت ُ يوما ً بالأشعار إسلامي

حاولوا عبثا ً سجن وحيّ داخلي

أعلنت ُ رفضي وكسرتُ قيد سجّاني

حملوا رفاتي شاحبا ً وممزقا ً

جمّعت ُ نفسي وانتصبت ُمكاني

لا لن يموت الشِعر بين جوانحي

الشِعر ديني وتوحيدي وإيماني

ولأيُ شئ ٍ غير شِعري أنتمي

فالحرف بيتي والأشعار عنواني

إني أعاني فاتركوني أنزوي

فالجرح جرحي والإيلام إيلامي

هل كان ذنبي أني سَمَيْتُ بمهجتي

أني رُزقت ُ فصاحتي ولساني


لبنى شمس الدين

مأساة

إهداء إلى روح زوج خالتي وابنه اللذان راحا ضحية لمرض
تليف الكبد المزمن _ مع العلم
أن 12% من الشعب المصري يعاني من أمراض الكبد المزمنة _ نسأل الله الرحمة لكل فقيد
والشفاء لكل مريض
مأساة

يقول أخي الصغير
أن أبي أخرج من فمه بركة دم
ترى هل ملت الدماء مجرى العروق
فقررت المسير بمجرى الفم
يقول الطبيب ... أيامٌ قليلة
سيرحل أبي بعد أيام قليلة
غدا ً أو بعد غد
وأنا في ركن البيت أعد الدقائق
وأشرب نخب اليأس وأسكر حتى الموت
اشترينا الأكفان والمقبرة
وبايعنا قارئ الصحف
كنتُ حينها لا أقدر على السير
شلّ الحزن قدمي فكنت ُ أزحف
ومات أبي
تاركا ً دمع أمي وصراخ أخي
تاركني هنا مع قطة البيت والعصفور ننزف
الكل هنا كان ينزف
محيطا ً من الدم
ومات ببيتنا الفم
فالصمت مباح
والدمع مباح
والنزف مباح
والذكرى هم ٌ فوق هم
سنابل القمح تسأل عنك يا أبي
بماذا أخبرها
أنك َ رحلت َ نحو السماء لتلقى النبي
وقطة البيت لا تكف عن البكاء
فأعطيها كسرة ُ خبز ٍ وماء
فترفض يدي وتريد يديك لتطعمها
فتموت القطة جوعا ًويصمت خلف الباب المواء
وبعنا الحقل يا أبي وبعنا الدار
فبعدك أجدبت الأرض ومات النهار
ورحنا نبحث عن بيت ٍ نشتريه
بيت ٍ يُنسينا ما مضى ... ننساك َ فيه
ومرت الأيام يا أبتي ثقيلة
وكبر أخي ودخل الجامعة
صار أطول مني
صديقاتي يقولون أن عيونه بارعة
صار مثلك َ يا أبي ... حُلو اللسان
نفس البسمة ... لون البشرة والعينان
أمي قالت ... أضحى طفل الأمس غلام
كانت تشعل كل صباح ٍ عودَ بخور
تجري في أرجاء المنزل
فوق رؤوس الكل تدور
تتعوذ من شر الخلق
وتتعوذ من شر الناس
تمسح يدها وجه شقيقي
ثم تلف لتمسح وجهي
تقرأ في أذني الإخلاص
تدعو الله بأن يحمينا
أن يُبعد عنا الوسواس
جاءت أمي يوما ً تبكي
ثم تهاوت في إعياء
كانت تمسك كف شقيقي
يبصق فوق الأرض دماء
في شفتيه نزيف يسري
بين عيوني بحر دماء
مات شقيقي بين يدي ّ
عل ّ الموت يكون شفاء
مات شقيقي .. كيف سأحيا ؟!
إن حياتي وموتي سواء
ما أصعب يا أبتي يوما
أن أ ُدفن بين الأحياء

لبنى شمس الدين